فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم وصف تلك الريح فقال: {تُدَمّرُ كُلَّ شَيْءٍ} أي تهلك كل شيء من الناس والحيوان والنبات {بِأَمْرِ رَبِّهَا} والمعنى أن هذا ليس من باب تأثيرات الكواكب والقرآنات. بل هو أمر حدث ابتداء بقدرة الله تعالى لأجل تعذيبكم {فَأَصْبَحُواْ} يعني عادًا {لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
روي أن الريح كانت تحمل الفسطاط فترفعها في الجوحتى يرى كأنها جرادة. وقيل أول من أبصر العذاب امرأة منهم قالت رأيت ريحًا فيها كشهب النار. وروي أن أول ما عرفوا به أنه عذاب أليم. أنهم رأوا ما كان في الصحراء من رجالهم ومواشيهم يطير به الريح بين السماء والأرض فدخلوا بيوتهم وغلقوا أبوابهم فعلقت الريح الأبواب وصرعتهم. وأحال الله عليهم الأحقاف. فكانوا تحتها سبع ليال وثمانية أيام لهم أنين. ثم كشفت الريح عنهم فاحتملتهم فطرحتهم في البحر. وروي أن هودا لما أحس بالريح خط على نفسه وعلى المؤمنين خطًا إلى جنب عين تنبع فكانت الريح التي تصيبهم ريحًا لينة هادئة طيبة. والريح التي تصيب قوم عاد ترفعهم من الأرض وتطيرهم إلى السماء وتضربهم على الأرض. وأثر المعجزة إنما ظهر في تلك الريح من هذا الوجه. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما أمر الله خازن الرياح أن يرسل على عاد إلا مثل مقدار الخاتم}.
ثم إن ذلك القدر أهلكهم بكليتهم. والمقصود من هذا الكلام إظهار كمال قدرة الله تعالى. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الريح فزع وقال: {اللّهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها ومن شر ما أرسلت به}.
المسألة الثالثة:
قرأ عاصم وحمزة {لاَ يرى} بالياء وضمها {مساكنهم} بضم النون. قال الكسائي معناه لا يرى شيء إلا مساكنهم. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي {لاَّ ترى} على الخطاب أي لا ترى أنت أيها المخاطب. وفي بعض الروايات عن عاصم {لاَّ ترى} بالتاء {مساكنهم} بضم النون وهي قراءة الحسن والتأويل لا ترى من بقايا عاد أشيئاء إلا مساكنهم.
وقال الجمهور هذه القراءة ليست بالقوية.
ثم قال تعالى: {كذلك نَجْزِي القوم المجرمين} والمقصود منه تخويف كفار مكة. فإن قيل لما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] فكيف يبقى التخويف حاصلًا؟ قلنا: قوله: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} إنما أنزل في آخر الأمر فكان التخويف حاصلًا قبل نزوله. اهـ.

.قال القرطبي:

{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا}.
قال المبرد: الضمير في {رَأَوْهُ} يعود إلى غير مذكور؛ وبيّنه قوله: {عَارِضًا} فالضمير يعود إلى السحاب؛ أي فلما رأوا السحاب عارضًا.
فـ: {عارضًا} نصب على التكرير؛ سُمِّي بذلك لأنه يبدوفي عرض السماء.
وقيل: نصب على الحال.
وقيل: يرجع الضمير إلى قوله: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} فلما رأوه حسبوه سحابًا يمطرهم. وكان المطر قد أبطأ عنهم. فلما رأوه {مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} استبشروا.
وكان قد جاءهم من وادٍ جرت العادة أن ما جاء منه يكون غَيْثًا؛ قاله ابن عباس وغيره.
قال الجوهري: والعارض السحاب يعترض في الأفق؛ ومنه قوله تعالى: {هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} أي ممطر لنا؛ لأنه معرفة لا يجوز أن يكون صفة لعارض وهو نكرة.
والعرب إنما تفعل مثل هذا في الأسماء المشتقة من الأفعال دون غيرها.
قال جرير:
يا رُبَّ غابِطِنا لوكان يطلبكم ** لاقى مباعدةً منكم وحِرْمَانَا

و لا يجوز أن يقال: هذا رجل غلامنا.
وقال أعرابي بعد الفطر: رُبَّ صائمة لن تصومه. وقائمة لن تقومه؛ فجعله نعتًا للنكرة وأضافه إلى المعرفة.
قلت: قوله: (لا يجوز أن يكون صفة لعارض) خلاف قول النحويين. والإضافة في تقدير الأنفصال. فهي إضافة لفظية لا حقيقية؛ لأنها لم تفد الأول تعريفًا. بل الاْسم نكرة على حاله؛ فلذلك جرى نعتًا على النكرة.
هذا قول النحويين في الآية والبيت.
ونعت النكرة نكرة.
و{رُبّ} لا تدخل إلا على النكرة.
{بَلْ هو} أي قال هود لهم.
والدليل عليه قراءة من قرأ {قال هود بل هو} وقرئ {قُلْ بَلْ مَا استعجلتم بِهِ هِيَ رِيحٌ} أي قال الله: قل بل هو ما استعجلتم به؛ يعني قولهم: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} ثم بين ما هو فقال: {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} والريح التي عذبوا بها نشأت من ذلك السحاب الذي رأوه. وخرج هود من بين أظهرهم. فجعلت تحمل الفساطيط وتحمل الظَّعِينة فترفعها كأنها جرادة. ثم تضرب بها الصخور.
قال ابن عباس: أول ما رأوا العارض قاموا فمدّوا أيديهم. فأول ما عرفوا أنه عذاب رأوا ما كان خارجًا من ديارهم من الرجال والمواشي تطير بهم الريح ما بين السماء والأرض مثل الريش. فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم. فقلعت الريح الأبواب وصرعتهم. وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال. فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام حسومًا. و لهم أنين؛ ثم أمر الله الريح فكشفت عنهم الرمال واحتملتهم فرمتهم في البحر؛ فهي التي قال الله تعالى فيها: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} أي كل شيء مرت عليه من رجال عادٍ وأموالها.
قال ابن عباس: أي كل شيء بُعثت إليه. والتدمير: الهلاك.
وكذلك الدمار.
وقرىء {يَدْمُرُ كُلّ شَيْء} من دَمَر دمارًا.
يقال: دَمره تدميرًا ودمارًا ودَمّر عليه بمعنًى.
ودَمَر يَدْمُر دُمورًا دخل بغير إذن.
وفي الحديث: «من سبق طَرْفُه استئذانه فقد دَمَر» مخفف الميم.
وتَدْمُر: بلد بالشام.
ويَرْبُوع تَدْمُرِيّ إذا كان صغيرًا قصيرًا.
{بِأَمْرِ رَبِّهَا} بإذن ربها.
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا حتى أرى منه لَهواتِه إنما كان يتبسم.
قالت: وكان إذا رأى غَيْمًا أو ريحًا عُرف في وجهه.
قالت: يا رسول الله. الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: «يا عائشة ما يُؤَمِّنُنِي أن يكون فيه عذاب عُذِّب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا» خرجه مسلم والترمذيّ. وقال فيه: حديث حسن.
وفي صحيح مسلم عن ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نُصِرت بالصَّبا وأهلِكت عادٌ بالدبور» وذكر الماورديّ أن القائل {هَذَا عَارِض مُمْطِرُنَا} من قوم عاد: بكر بن معاوية؛ ولما رأى السحاب قال: إني لأرى سحابًا مرمدًا. لا تدع من عاد أحدًا.
فذكر عمرو بن ميمون أنها كانت تأتيهم بالرجل الغائب حتى تقذفه في ناديهم.
قال ابن إسحاق: واعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة. ما يصيبه ومن معه منها إلا ما يُلين أعلى ثيابهم.
وتلتذ الأنفس به؛ وإنها لتمرّ من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدْمَغُهُم بالحجارة حتى هلكوا.
وحكى الكلبيّ أن شاعرهم قال في ذلك:
فدعا هود عليهم ** دعوةً أضحَوْا همودا

عصفت ريح عليهم ** تركت عادًا خمودا

سخّرت سبع ليال ** لم تدع في الأرض عودا

وعَمَّر هود في قومه بعدهم مائة وخمسين سنة.
{فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ} قرأ عاصم وحمزة {لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ} بالياء غير مسمى الفاعل.
وكذلك روى حماد بن سلمة عن ابن كثِير إلا أنه قرأ {ترى} بالتاء.
وقد روي ذلك عن أبي بكر عن عاصم.
الباقون {ترى} بتاء مفتوحة.
{مَسَاكِنَهُم} بالنصب؛ أي لا ترى يا محمد إلا مساكنهم.
قال المهدوِيّ: ومن قرأ بالتاء غير مسمى الفاعل فعلى لفظ الظاهر الذي هو المساكن المؤنثة؛ وهو قليل لا يستعمل إلا في الشعر.
وقال أبو حاتم: لا يستقيم هذا في اللغة إلا أن يكون فيها إضمار؛ كما تقول في الكلام ألا تُرى النساء إلا زينب.
و لا يجوز لا ترى إلا زينب.
وقال سيبويه: معناه لا ترى أشخاصهم إلا مساكنهم.
واختار أبو عبيد وأبو حاتم قراءة عاصم وحمزة.
قال الكسائي: معناه لا يرى شيء إلا مساكنهم. فهو محمول على المعنى؛ كما تقول: ما قام إلا هند. والمعنى ما قام أحد إلا هند.
وقال الفرّاء: لا يرى الناس لأنهم كانوا تحت الرمل. وإنما ترى مساكنهم لأنها قائمة.
{كَذَلِكَ نَجْزِي القوم المجرمين} أي مثل هذه العقوبة نعاقب بها المشركين. اهـ.

.قال الألوسي:

والفاء في قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا} فصيحة أي فأتاهم فلما رأوه. وضمير النصب قيل راجع إلى {مَا} في {بِمَا تَعِدُنَا} [الأحقاف: 22] وكون المرئي هو الموعود باعتبار المال والسببية له وإلا فليس هو المرئي حقيقة. وجوز الزمخشري أن يكون مبهمًا يفسره {عَارِضًا} وهو إما تمييز وإما حال. ثم قال: وهذا الوجه أعرب أي أبين وأظهر لما أشرنا إليه في الوجه الأول من الخفاء وأفصح لما فيه من البيان بعد الإبهام والآيضاح غب التعمية.
وتعقبه أبو حيان بأن المبهم الذي يفسره ويوضحه التمييز لا يكون في باب رب نحوربه رجلًا لقيته وفي باب نعم وبئس على مذهب البصريين نحونعم رجلًا زيد وبئس غلامًا عمرو. وأما أن الحال توضح المبهم وتفسره فلا نعلم أحدًا ذهب إليه. وقد حصر النحاة المضمر الذي يفسره ما بعده فلم يذكروا فيه مفعول رأى إذا كان ضميرًا ولا أن الحال يفسر الضمير ويوضحه. وأنت تعلم جلالة جار الله وإمامته في العربية. والعارض السحاب الذي يعرض في أفق السماء. ومنه قول الشاعر:
يا من رأى عارضًا أرقت له ** بين ذراعي وجبهة الأسد

وقول الأعشى:
يا من رأى عارضًا قد بت أرمقه ** كأنما البرق في حافاته الشعل

{مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} أي متوجه أوديتهم وفي مقابلتها وهي جمع واد. وأفعلة في جمع فاعل الاسم شاذ نحوناد وأندية وجائز للخشبة الممتدة في أعلى السقف وأجوزة والإضافة لفظية كما في قوله تعالى: {قالواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} و لذلك وقعًا صفتين للنكرة وأطلق عليها الزمخشري مجازية ووجه التجوز أن هذه الإضافة للتوسع والتخفيف حيث لم تفد فائدة زائدة على ما كان قبل فكما أن إجراء الظرف مجرى المفعول به مجاز كذلك إجراء المفعول أو الفاعل مجرى المضاف إليه في الاختصاص ولم يرد أنها من باب الإضافة لأدنى ملابسة.
{بَلْ هو ما استعجلتم بِهِ} أي من العذاب والكلام على إضمار القول قبله أي قال هود بل هو الخ لأن الخطاب بينه وبينهم فيما سبق ويؤيده أنه قرئ كذلك وقدره بعضهم قل بل هو الخ للقراءة به أيضًا والاحتياج إلى ذلك لأنه إضراب ولا يصلح أن يكون من مقول من قال هذا عارض ممطرنا وقدر البغوي قال الله بل هو الخ وينفك النظم الجليل عليه كما لا يخفى.
وقرىء {بَلِ مَا استعجلتم} أي بل هو. وقرأ قوم {مَا استعجلتم} بضم التاء وكسر الجيم.
{رِيحٌ} بدل من {مَا} أو من {هو} أو خبر لمبتدأ محذوف أي هي أوهوريح {فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صفة {رِيحٌ} لكونه جملة بعد نكرة وكذا قوله تعالى: {تُدَمّرُ} أي تهلك {كُلّ شَىْء} من نفوسهم وأموالهم أو مما أمرت بتدميره {بِأَمْرِ رَبّهَا} ويجوز أن يكون مستأنفًا. وقرأ زيد بن علي {تُدَمّرُ} بفتح التاء وسكون الدال وضم الميم. وقرئ كذلك أيضًا إلا أنه بالياء ورفع {كُلٌّ} على أنه فاعل {يدمر} وهو من دمر دمارًا أي هلك. والجملة صفة أيضًا والعائد محذوف أي بها أو الضمير من {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا} ويجوز أن يكون استئنافًا كما في قراءة الجمهور وأراد البيان أن لكل ممكن وقتًا مقتضيًا منوطًا بأمر بارئه لا يتقدم ولا يتأخر ويكون الضمير من {رَبُّهَا} لكل شيء فإنه بمعنى الأشيئاء وفي ذكر الأمر والرب والإضافة إلى الريح من الدلالة على عظمة شأنه عز وجل ما لا يخفى والفاء في قوله تعالى: {فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم} فصيحة أي فجأتهم الريح فدمرتهم فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم وجعلها بعضهم فاء التعقيب على القول بإضمار القول مسندًا إليه تعالى وادعى أنه ليس هناك قول حقيقة بل هو عبارة عن سرعة استئصالهم وحصو ل دمارهم من غير ريث وهو كما ترى. وقرأ الجمهور {لاَّ ترى} بتار الخطاب {إِلاَّ مساكنهم} بالنصب. والخطاب لكل أحد تتأتى منه الرؤية تنبيهًا على أن حالهم بحيث لوحضر كل أحد بلادهم لا يرى إلا مساكنهم أولسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم. وقرأ أبو رجاء. ومالك بن دينار بخلاف عنهما والجخدري والأعمش وابن أبي إسحق والسلمي {لاَّ ترى} بالتاء من فوق مضمومة {إِلاَّ مساكنهم} بالرفع وجمهور النحاة على أنه لا يجوز التأنيث مع الفصل بالا إلا في الشعر كقول ذي الرمة:
كأن جمل هم وما بقيت ** إلا النحيزة والألواح والعصب

وقول الآخر وعزاه ابن جني لذي الرمة أيضًا:
برى النحز والاجرال ما في غروضها ** وما بقيت إلا الضلوع الجراشع

وبعضهم يجيزه مطلقًا وتمام الكلام فيه في محله. وقرأ عيسى الهمداني {لاَ يرى} بضم الياء التحتية {إِلاَّ مساكنهم} بالتوحيد والرفع وروى هذا عن الأعمش ونصر بن عاصم. وقرئ {لاَّ ترى} بتاء فوقية مفتوحة {إِلاَّ مساكنهم} مفردًا منصوبًا وهو الواحد الذي أريد به الجمع أو مصدر حذف مضافه أي آثار سكونهم {كذلك} أي مثل ذلك الجزاء الفظيع {نَجْزِي القوم المجرمين} أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال في قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ} [الأحقاف: 24] الآية أول ما عرفوا أنه عذاب ما رأوا ما كان خارجًا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء والأرض مثل الريش فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح ففتحت أبوابهم ومالت عليهم بالرمل فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسومًا لهم أنين فأمر الله تعالى الريح فكشفت عنهم الرمل وطرحتهم في البحر فهو قوله تعالى: {فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم}.